للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المدينة غير رمضان (١). (وَما رَأيْتُهُ في شَهْر أَكثَرَ) منصوبًا وهو ثاني مفعولي رأيت، و (في شعبان) يتعلق بـ (صيامًا). (صيامًا) كذا للأكثر بالنصب، وحكى السهيلي أنه روي بالخفض.

قال ابن حجر: وهو وهم، ولعل بعضهم كتب (صيامًا) بغير ألف على رأي من يقف على المنصوب بغير ألف فتوهمه مخفوضًا، أو أن بعض الرواة ظن أنه مضاف؛ لأن صيغة أفعل تضاف كثيرًا فتوهمها مضافة وهو باطل قطعًا (٢). (مِنْهُ في شَعْبانَ) إنما كان صيامه فيه أكثر من غيره لمعانٍ ذكر منها في حديث أسامة معنيان:

أحدهما: أنه شهر يغفل الناس فيه بين رجب ورمضان كما في الحديث: "ذاكر الله في الغافلين كالحي بين الأموات" (٣). حتى قال أبو صالح: إن الله ليضحك ممن يذكره في السوق (٤).

وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد كثيرة.

والثاني: إنه ينسخ فيه الآجال كما روي عن عائشة: كان أكثر صيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شعبان، قال: "إن هذا الشهر يكتب فيه لملك الموت من يقبض، وأنا أحب أن لا ينسخ اسمي إلا وأنا صائم" (٥). وقد روي مرسلًا. وقد روي في شعبان معنى آخر وهو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم من


(١) "مسند الطيالسي" (٢٧٤٨).
(٢) "فتح الباري" ٤/ ٢١٤.
(٣) أورده الغزالي في "إحياء علوم الدين" ٢/ ٣٩٤.
(٤) رواه ابن منده في "أماليه" (٢٩) من حديث ابن مسعود.
(٥) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" ١١/ ٣١٤ بإسناد فيه إسماعيل بن قيس الأنصاري، وهو منكر الحديث. انظر "ميزان الاعتدال" ١/ ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>