للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قال: حدثنا الوليد بن مسلم) عالم الشام (عن الأوزاعي، عن الزهري) محمد بن مسلم (عن عطاء بن يزيد) الليثي (عن أبي سعيد الخدري) سعد بن مالك (أن أعرابيًّا) قدم من البادية (سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -) فيه دليل على شدة اعتناء أعراب البوادي بالدين، وسؤالهم عما يحتاجون إليه، بخلاف عرب هذا الزمان (عن الهجرة) أي: من البادية إلى المدينة النبوية لينتقل من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، ولم يستأذنه في التخلف عنه، ولم يعتذر له (١) كما استأذن المنافقون فعصوا بالتخلف.

قال العلماء: الهجرة من الأرض التي هو فيها على ستة أقسام: [الأول] (٢) الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام.

الثاني: الخروج من أرض تظهر فيها المعاصي ولا يقدر على إزالتها.

الثالث: الخروج من أرض غلب فيها أكل (٣) الحرام إلى أرض فيها الحلال، فإن طلب الحلال فرض على كل مسلم.

الرابع: الفرار من الإذاية في البدن إذا خاف على نفسه؛ فقد أذن الله بالفرار من المحذور، وأول من فعله إبراهيم - عَلَيْهِ السَّلَامُ -؛ فإنه لما خاف من قومه قال: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} (٤)، وقال مخبرًا عن موسى - عَلَيْهِ السَّلَامُ -: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} (٥).


(١) زيادة من (ل).
(٢) زيادة يقتضيها السياق.
(٣) في (ر): أهل، والمثبت من (ل).
(٤) الصافات: ٩٩.
(٥) القصص: ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>