للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبكاء الصغير؟ قال: سقت مع الناس أبناءهم ونساءهم وأموالهم. قال: ولم؟ قال: أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم. فقال راعي ضأن (١) والله، وهل يرد المنهزم [شيء، إنها] (٢) إن كانت النصرة لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك (٣).

(اجتمعوا إلى حنين) للقتال (فتبسم رسول الله) وسبب تبسمه أن الفارس لما ذكر له أمر هوازن واجتماعهم وأن معهم النساء والأبناء والإبل والبقر والغنم سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتبسم لما أطلعه الله تعالى عليه في كونهم سيصيرون في غد غنيمة للمسلمين ينتفعون بهم.

(وقال) للفارس (تلك) أي: هذِه الظعائن والنعم والشاء (٤) سيصير جميعها (غنيمة المسلمين (٥) غدًا) وهذا من معجزاته -صلى الله عليه وسلم- بإخباره بالمغيبات قبل أن تقع (إن شاء الله تعالى) إن قيل: إذا كان الله قد أعلمه أنها في غد غنيمة للمسلمين، وعلم الله تعالى لا يبدل ولا يغير، فلم علق ذلك بمشيئة الله تعالى؟ فالجواب: يحتمل أن تكون (إن) بمعنى إذ شاء الله. أي: حيث شاء الله تعالى، ويحتمل أن الله تعالى لما أعلمه ذلك أخبر به لكنه استثنى على ما أمره الله تعالى في


(١) في الأصلين: ضال. وهو خطأ والمثبت من كتب السير.
(٢) تحرفت في الأصلين إلى: سحانها.
(٣) انظر: "دلائل النبوة" للبيهقي ٥/ ١٨٥، و"السيرة النبوية" لابن هشام ٥/ ١٠٦.
(٤) في (ر)، والنساء، والمثبت من (ل).
(٥) ورد بعدها في (ر): نسخة: للمسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>