للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد) [بن ثابت ثقة عابد] (١) واستشهد به البخاري (عن أبيه زيد بن ثابت) بن الضحاك، وكان ممن يكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- (كنت إلى جنب رسول الله) يقال: قعدت إلى جنب فلان وإلى جانبه بمعنى، وفيه كثرة تواضع النبي -صلى الله عليه وسلم-، واختلاطه بهم، والجلوس إلى جانبهم حيث ما انتهى به المجلس، هذا إذا جلس إليهم، وأما إذا جلس الصحابي عنده يبادر بين يديه (فغشيته) أي: جللته حين نزلت عليه (السكينة) فعيلة، من السكون، أي: الطمأنينة التي تغشاه حين ينزل عليه الوحي الثقيل من ربه.

(فوقعت فخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فخذي) يحتمل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان محتبيًا رافعًا ساقيه وزيد متربعًا، فلما نزلت عليه السكينة انحلت حبوته فوقعت فخذه، وفي رواية: حتى خشيت أن ترضها (٢). وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل عليه الوحي يحمر وجهه بكدرة، وينكس رأسه وينكس أصحابه رؤوسهم، فإذا جلي عنه الوحي (٣) رفع رأسه، وكان ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد وإن جبينه ليتفصد عرقًا (فما وجدت ثقل شيء) علي أبدًا (أثقل من فخذ رسول الله) حين نزلت عليه السكينة؛ لشدة الوحي الذي ينزل عليه وهوله، قال الله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (٥)} (٤) لا يحمله إلا قلب مؤيد بالتوفيق (٥) ونفس مزينة


(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ر).
(٢) رواها البخاري (٤٥٩٢) بلفظ: "حتى خفت أن ترض فخذي".
(٣) ساقطة من (ر).
(٤) المزمل: ٥.
(٥) في (ر): بالرفيق. والمثبت من (ل).

<<  <  ج: ص:  >  >>