للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي هذا الحديث دلالة ظاهرة على ذم من علم الرمي ثم تركه.

قال النووي (١): ونسيان الرمي بعد علمه مكروه كراهة شديدة. وسبب هذِه الكراهة أن هذا الذي تعلم الرمي حصلت له أهلية الدفاع عن دين الله ونكاية العدو وتأهل لوظيفة الجهاد، فإذا تركه فقد فرط في القيام بما تعين عليه، هذا (٢) إذا قصد بتعليمه الجهاد، فإن قصد غيره قال الماوردي: فهو مباح إذا لم يقصد به محرمًا، فلو قصد تعلمه ليقطع به الطريق أو ما في معناه صار حرامًا.

[٢٥١٤] (أنبأنا سعيد بن منصور) الخراساني (أنبأنا عبد الله بن وهب) المصري (أخبرني عمرو بن الحارث) بن يعقوب الأنصاري (عن أبي علي ثُمَامة بن شُفي) بضم المعجمة، الهمْداني (٣) بسكون الميم (أنه سمع عقبة ابن عامر الجهني يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو على المنبر) المرتفع ليكون أبلغ في سماع ذلك، ولعل ذلك كان في خطبة الجمعة أو في غيرها من الخطب المشروعة، وفي هذا حث على العمل بذلك.

(يقول) في قوله تعالى: ({وَأَعِدُّوا لَهُمْ}) أي: هيئوا لقتالهم قبل مجيئهم ({مَا اسْتَطَعْتُمْ}) أي: ما أمكنكم أن تهيئوه وقدرتم عليه ({مِنْ قُوَّةٍ}) قال الزمخشري (٤): من كل ما يتقوى به في الحرب من عددها من القسي والسهام والرماح والسيوف والدروع والمجان وسائر


(١) "شرح النووي على مسلم" ١٣/ ٦٥.
(٢) ساقطة من (ر).
(٣) ساقطة من (ر).
(٤) "الكشاف" ٢/ ٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>