للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: والصحيح أنها في جوف طير في الجنة.

(ترد) الأرواح التي على صورة الطيور (أنهار الجنة) فتشرب منها وتسقط على أشجارها (تأكل من ثمارها) وفي رواية مسلم (١) (٢): تسرح في (٣) الجنة حيث شاءت ثم تأوي.

(وتأوي إلى قناديل من ذهب) قال القاضي (٤): قيل: إن هذا المنعم من الأرواح جزء من الجسد يبقى فيه الروح، وهو الذي يقول {رَبِّ ارْجِعُونِ} (٥) وهو الذي يسرح في الجنة يأكل من ثمار أشجارها ويشرب من مياهها، وغير مستحيل أن يصور هذا الجزء أو يكون في الجنة طائرًا، أو يجعل في جوف طير ويأوي إلى قناديل (معلقة في ظل العرش) يحتمل أن يراد بالظل هنا الكنف والحماية، كما يقال: فلان في ظل فلان، أي: في كنفه وحمايته، ويحتمل أن تكون القناديل معلقة في الفردوس الذي فوقه عرش الرحمن، ويدل عليه ما رواه البخاري (٦) عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة".


(١) ساقطة من (ر).
(٢) "صحيح مسلم" (١٨٨٧) موقوفًا على ابن مسعود.
(٣) في "صحيح مسلم": من.
(٤) "إكمال المعلم" ٦/ ٣٠٧.
(٥) المؤمنون: ٩٩.
(٦) "صحيح البخاري" (٢٧٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>