للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعمل بعمله تكرمة لأبيه؛ لتقر بذلك عينه، وأما ولد الكافر فحكمه في الدنيا حكم أبيه، وأما في الآخرة فهم إذا ماتوا قبل البلوغ فيهم ثلاثة مذاهب؛ قال النووي (١): الصحيح أنهم في الجنة.

قلت: وإطلاق الحديث يقتضي ذلك (٢) (والوَئِيد) بفتح الواو وكسر الهمزة، وهو المدفون حيًّا في الأرض، فهو فعيل بمعنى مفعول، قال الله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} (٣) سميت موؤودة لما يطرح عليها من التراب فيوئدها، أي: يثقلها حتى تموت في الجنة) وقد عاب الله وأوعد على قتل الموءودة فهي وئيدة، وهي في الجنة أيضًا، فإن كان أبواها أو أحدهما مسلمًا فهي ملحقة بهما في الإيمان وفي دخول الجنة، وإلا ففيها الخلاف، وقد روى الواحدي (٤) بسنده عن سلمة بن يزيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الوائدة والموءودة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فيغفر لها ".

* * *


(١) "شرح النووي على مسلم" ١٢/ ٥٠.
(٢) زيادة من (ل).
(٣) التكوير: ٩.
(٤) "التفسير الوسيط" للواحدي ٤/ ٤٣٠. ورواه أحمد ٣/ ٤٧٨، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" ٤/ ٤٢١ (٢٤٧٤)، والنسائي في "الكبرى" ٦/ ٥٠٧ (١١٦٤٩). قال الهيثمي في "المجمع" ١/ ١١٨ - ١١٩: رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٢٤٤٧). وانظر ما سيأتي برقم (٤٧١٧) عن أبي عامر.

<<  <  ج: ص:  >  >>