للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وعرف) بفتح الراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الجَهد) بفتح الجيم على المشهور، وهو: غاية المشقة في تلك الأيام (في وجوهنا) أي: بما ظهر له من رؤية وجوهنا، وعرف أننا لم نغنم شيئًا من المال (فقام فينا) حين رآنا وعرف ما نحن فيه من التعب والشدة ودعا لنا.

(فقال: اللهم لا تكلهم إلى فأضعُف) بضم العين (عنهم) أي: عن القيام بهم (ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا) بكسر الجيم (عنها) ومن دعائه - صلى الله عليه وسلم - "لا تكلني إلى نفسي فأضيع، ولا إلى غيرك فأهلك" (١) (ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم) أي: يستبدوا بالشيء ويختصوا به دونهم ويفضلوا أنفسهم عليهم، وفيه دليل على استحباب الدعاء للإمام إذا رجعوا من الغزو ورآهم في جهد ولم يغنموا، وكذا يستحب له أن يدعو من رآه في شدة أو جوع أو تعب، فإن في ذلك [رفقًا بهم وتطييبًا] (٢) لقلبه.

(ثم وضع يده) الكريمة (على رأسي، أو قال) الراوي (على هامَتي) بفتح الميم المخففة، أي: رأسي، لكن شك الراوي فيهما. (ثم قال: يا ابن حَوَالة) بفتح المهملة وتخفيف الواو، وحوالة أمه بنت حمزة بن عبد المطلب (إذا رأيت الخلافة) أي: حكم من ولي الخلافة (قد نزلت الأرض المقدسة) أي: التي يطهر فيها من الذنوب وهي إيلياء.

قال الخطابي (٣): إنما أنذر به - صلى الله عليه وسلم - أيام بني أمية وما حدث من الفتن في زمانهم وانتشر ذكره (فقد دنَت) بفتح النون، أي: قرب وقوع (الزلازل)


(١) لم أجده.
(٢) في الأصول: رفق بهم وتطييب.
(٣) "معالم السنن" ٢/ ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>