للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إما أن يراد به مما يعظمه قدر ذلك ويكبره؛ لأن المتعجب معظم لما يتعجب منه، ولكن لما كان الله عالمًا بما كان ويكون لم يلق به أحد الوجهين الذي يقتضي استدراك علم ما لم يكن به عالمًا، فبقي أمر التعظيم له.

أو يراد بذلك الرضا له والقبول؛ لأن من أعجبه الشيء فقد رضيه وقبله، ولا يصح أن يعجب مما يسخطه ويكرهه، فلما أراد - صلى الله عليه وسلم - تعظيم قدر هذا الرجل وتعظيم فعله في قلوب خلقه أخبر عنها باللفظ الذي يقتضي التعظيم حثًّا على مثل فعله والمبادرة إليه (من رجل) هكذا رواية أبي داود، وأما أحمد (١) وأبو (٢) يعلى (٣) والطبراني (٤) وابن حبان في "صحيحه" (٥) فإنه قال: "عجب ربنا من رجلين: رجل ثار عن وطائه وفراشه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقًا مما عندي".

ولفظ الطبراني (٦): "إن الله ليضحك إلى رجلين: رجل قام في ليلة باردة من فراشه [ولحافه ودثاره فتوضأ ثم قام إلى الصلاة". قلت: وفي هذا فضيلة عظيمة للقيام من فراشه] (٧) إلى الصلاة لكونه قرنه مع الغازي


(١) "مسند أحمد" ١/ ٤١٦.
(٢) في (ل) , (ر): وأبي. والجادة ما أثبتناه.
(٣) "مسند أبي يعلى" (٥٢٧٢).
(٤) "المعجم الكبير" (٨٥٣٢).
(٥) "صحيح ابن حبان" (٢٥٥٧).
(٦) "المعجم الكبير" (١٠٣٨٣).
(٧) ساقط من (ر).

<<  <  ج: ص:  >  >>