للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذي قاتل في سبيل الله حتى أهريق دمه، [ثم قال في الحديث: ] (١) ورجل (غزا في سبيل الله فانهزم يعني: أصحابه) هذا من تفسير أبي داود، لا أنه سمعه من الراوي (فعلم ما عليه) العدو (فرجع حتى أُهريق) بضم الهمزة وفتح الهاء الزائدة، أي: أريق (دمه) بالرفع نائب عن الفاعل.

وفي هذا الحديث دليل على أن الغازي إذا انهزم عنه أصحابه وكان في ثباته للقتال نكاية للكفار فيستحب الثبات، لكن لا يجب كما قاله السبكي، وأما إذا كان (٢) الثبات موجبًا للهلاك المحض من غير نكاية فيجب الفرار قطعًا.

(فيقول الله لملائكته) مباهيًا به الملائكة (انظروا إلى عبدي) أضافه إلى نفسه تعظيمًا لمنزلته عنده (رجع) إلى القتال (رغبة) وفي رواية (٣): "رجع رجاء" (فيما عندي) و (رغبة) و (رجاء) منصوبان على المفعول له (و) كذا (شفقة) أي: خوفًا (مما عندي) من العقوبة (حتى أهريق) بضم الهمزة (دمه) وفي هذا دليل على أن نية المقاتل في الجهاد طمعًا فيما عند الله من الثواب وخوفًا مما وعد على الفرار من العقاب؛ لأنه علل الرجوع للرغبة وللإشفاق.


(١) ساقط من (ر).
(٢) ساقط من (ر).
(٣) رواها ابن حبان ٦/ ٢٩٧ - ٢٩٨ (٢٥٥٧ - ٢٥٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>