للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجل دخل الجنة ولم يصل صلاة قط، فإذا لم يعرفوه الناس سألوه: من هو؟ فيقول: هو أصيرم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وقيش (١).

واعلم أنه لم يذكر في هذا الحديث غسله، ولا الصلاة عليه. وفيه دليل على أن [من جرح] (٢) في الحرب وحمل إلى أهله جريحًا، ومات من تلك الجراحة، أنه يكون شهيدًا، فلا يغسل ولا يصلى عليه، ومذهب الشافعي (٣) أن الجريح إذا مات بعد انقضاء الحرب ولم يكن فيه إلا حركة المذبوح أنه شهيد، وإن كان بقي فيه حياة مستقرة فوجهان: أظهرهما أنه ليس بشهيد فيغسل (٤) ويصلى عليه.

وموضع الوجهين ما إذا تيقن موته من تلك الجراحة، أما لو مرض في حرب الكفار فمات فليس بشهيد، وعند أحمد (٥): إن حمل وبه حياة مستقرة فيغسل ويصلى عليه وإن مات شهيدًا؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - غسل سعد بن معاذ وصلى عليه وكان شهيدًا وحمل إلى المسجد ولبث فيه أيامًا، وسعد ابن الربيع وأصيرم بني عبد الأشهل تكلما وماتا بعد انقضاء الحرب.

وقال مالك: إن أكل أو شرب أو بقي يومين أو ثلاثة، غسل (٦).


(١) أخرجه أحمد في "مسنده" ٥/ ٤٢٨.
(٢) في (ر): ابن جريج، والمثبت من (ل).
(٣) انظر: "البيان" للعمراني ٣/ ٨٢، "المجموع شرح المهذب" ٥/ ٢٦٠.
(٤) زيادة من (ل).
(٥) انظر: "الشرح الكبير" لشمس الدين بن قدامة ٢/ ٣٣٥، و"شرح الزركشي على مختصر الخرقي" ١/ ٣٣٥.
(٦) "المدونة" ١/ ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>