للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عليكم بكل أشقر أغر محجل، أو كميت أغر محجل. فذكر نحوه، قال محمد بن مهاجر: فسألته لم فُضِّل الأشقر) فيه استحباب سؤال السامع عن العلة إذا لم يفهمها؛ فإنه داعية إلى العمل بما سمعه.

(فقال: ) يعني: شيخه عقيل بن شبيب (لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية) أي: قطعة من الجيش، سميت بذلك لأنها تسري بالليل, (فكان أول) بالنصب خبر مقدم و (صاحب) اسمها، ويجوز العكس (من جاء بالفتح) يعني: النصر على المشركين (صاحبُ أشقرَ) أي راكب فرس أشقر، فيه استحباب الصفات والهيئات والأزمان والأمكنة التي حصل فيها النصرة أو التوبة أو رؤية الله تعالى، أو غير ذلك من أبواب الخير وأسباب الفوز، ألا ترى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دخل مكة وعليه عمامة سوداء (١)، استحب بعضهم التعمم بالسواد، حتى كثر لبس السواد في الخطباء، ولما قيل: إن موسى عليه السلام يوم كلمه الله كان عليه جبة صوف (٢)، كان شعار الصوفية، ولما كانت البقرة التي أمر الله موسى بذبحها كانت صفراء استحب بعضهم أن تكون الأضحية ببقرة صفراء، ولما تيب على آدم يوم الاثنين وولد فيه - صلى الله عليه وسلم - وفيه بعث، وكانت الأعمال ترتفع فيه إلى الله تعالى استحب صيامه (٣)، إلى غير ذلك مما يكثر وجوده من يتبعه وأراد جمعه.


(١) رواه مسلم (١٣٥٨) من حديث جابر.
(٢) رواه الترمذي (١٧٣٤)، وابن أبي شيبة ١٩/ ٣٦٣ (٣٦٣٢٤).
(٣) رواه مسلم (١١٦٢/ ١٩٧) بنحوه من حديث أبي قتادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>