للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحافظ للرحل وحده، فلا يخلو عن الخطر ولا عن ضيق القلب، فإذًا ما دون الأربعة لا يفي بالمقصود، والخامس زيادة بعد الحاجة ومن يستغنى عنه لا تصرف الهمة إليه، فالأربعة خير الرفاق الخاصة لا الرفاقة العامة.

(وخير السرايا أربعمائة) جمع سرية.

قال النووي: السرية: القطعة من الجيش تخرج منه تغير وترجع إليه. قال إبراهيم الحربي: هي الخيل تبلغ أربعمائة ونحوها. قالوا: سميت بذلك لأنها تسري في الليل ويخفى ذهابها. وهي (١) فعيلة بمعنى فاعلة، يقال (٢): سرى وأسرى إذا ذهب ليلًا (٣).

وضعف ابن الأثير ذلك، وقال: سميت بذلك لأنها خلاصة العسكر (٤).

وسارة من الشيء السري النفيس، ولعل السرية إثما خصت بأربعمائة كما تقدم عن الحربي، ألا ترى إلى خير السرايا وهي عدة أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر، وكذا عدة أصحاب طالوت حين عبروا النهر وما جاوز معه إلا مؤمن. فعلى هذا خير السرايا ما بين ثلاثمائة إلى أربعمائة، وبين أربعمائة إلى خمسمائة، [لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -] (٥) لأكثم بن الجون الخزاعي: " اغز مع غير قومك يحسن خلقك وتكرم على رفقائك. خير الرفقاء أربعة، وخير الطلائع أربعون، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يؤتى اثنا عشر ألفًا من قلة " (٦).


(١) ساقطة من (ل).
(٢) ساقطة من (ل).
(٣) "شرح مسلم" ١٢/ ٣٧.
(٤) "النهاية في غريب الأثر" ٢/ ٩١٩.
(٥) ساقطة من الأصول.
(٦) أخرجه ابن ماجه (٢٨٢٧)، وابن أبي حاتم في "العلل" (٢٣٩٨)، والطبراني في=

<<  <  ج: ص:  >  >>