للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن.

وإنما جاز له ذكر التجريد الذي فيه كشف العورة؛ لأن من عصى الله لا حرمة له، والمعصية تبيح حرمته، ألا ترى إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مطل الغني ظلم. ولَيُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ، وَعُقُوبَتَهُ" (١). وفي رواية للبخاري: فأخرجته من حُجْزتها. بضم الحاء وإسكان الجيم. وهو معقد السراويل. والجمع بين الروايتين أنه كان فيها كتابان أو أخرجته من الحجزة أولاً ثم أخفته في عقاصها، ثم اضطرت إلى الإخراج منهما (٢).

(فأتينا به النبي) ففتحه (فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة) بفتح الباء الموحدة والمثناة من فوق، واسمه عامر مات سنة ثلاثين (إلى ناس من المشركين) قال الكرماني: هو كلام الراوي وضع موضع (٣) إلى فلان وفلان المذكورين في الكتاب (٤) (يخبرهم ببعض أمر رسول الله) - صلى الله عليه وسلم - أختلف الفقهاء في المسلم يكاتب المشركين بأخبار المسلمين، فقال الشافعي (٥): إن كان ذا هيئة عفا للإمام عنه، واحتج بهذا الحديث، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعاقبه وإن كان غير ذي هيئة عزره الإمام.

وقال ابن القاسم في "الْعُتْبِيَّةِ": يضرب عنقه لأنه لا تعرف توبته، وهو


(١) سيأتي في كتاب الأقضية باب: الحبس في الدين وغيره (٣٦٢٨).
(٢) في (ل): (وقال أبو حنيفة) ولعلها زيادة.
(٣) بعدها في (ل) بياض بمقدار كلمتين.
(٤) ذكره البدر العيني في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" ٢٢/ ٤٦ ثم قال: لم يطلع الكرماني على أسماء المكتوب إليهم فلذلك قال هكذا، والذين كتب إليهم هم صفوان بن أميَّة، وسهيل بن عمرو، وعكرمة بن أبي جهل.
(٥) "الأم" ٤/ ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>