للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على استحباب المبادرة لأمر الإمام وسرعة المضي فيه، لاسيما إذا خيف فواته (حتى أتينا الروضة) التي أخبر عنها النبي - صلى الله عليه وسلم -.

(فإذا نحن بالظعينة) التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أخبر، وفي رواية للبخاري (١): فأدركناها تسير على بعير لها (فقلنا: هلمي) بضم اللام (الكتاب) منصوب بمقدر، أي: أخرجيه. كما في رواية الصحيحين (فقالت: ما عندي من كتاب) رواية "الصحيح": ما معي كتاب.

(فقلت) يعني: قال علي -رضي الله عنه - (لتخرجنَّ) بكسر الجيم (الكتاب) الذي معك من حاطب (أو) معناها التخيير؛ لأنها وقعت بعد الطلب، أي: تخيري لك إما إخراج الكتاب وإما (لتَلقينَّ) بفتح التاء وتشديد النون أي: يجردن عنك (الثياب) هكذا الرِّواية، وصوابه في العربية: لتلقن بحذف الياء؛ لأن النون المشددة تجتمع مع الياء الساكنة فتحذف لالتقاء الساكنين (٢). وفي جواز تجريد المرأة كلها وتكشفها للحاجة والمصلحة العامة [وكشف ستر المفسد] (٣) وكشف المرأة العاصية إذا كان في الستر مفسدة، وإنما يندب الستر إذا لم يكن فيه مفسدة ولا فوات مصلحة، وعلى هذا تحمل الأحاديث الواردة في الندب إلى الستر.

(فأخرجته من عِقاصها) بكسر العين أي: شعرها المعقود عقيصة. بوب عليه البخاري (٤): باب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعر أهل


(١) "صحيح البخاري" (٣٠٠٧).
(٢) نسب هذا القول البدر العيني في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" ٢٢/ ٤٥ لابن التين، ثم قال: القياس ما قاله لكن صحت الرِّواية بالياء فتناول الكسرة بأنها لمشاكلة لتخرجن وباب المشاكلة واسع.
(٣) ساقطة من (ر).
(٤) "صحيح البخاري" ٤/ ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>