للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للقريب الحاضر.

(ما حملك على ما صنعت) أي: على الذي صنعته مع المددي، فيه دليل على العمل بإخبار الواحد؛ إذ لم يقل هل صنعت أم لا؟ بل سأله عن السبب الذي حمله على أخذ السلب مع علمه بأنه للقاتل ليعلم حجته في ذلك، وكذلك الحاكم إذا ادعى عنده شخص على أحد بدعوى وظهر له صدقه لا يحكم على المدعى عليه حتى يسأله ليسمع جوابه فيقول: ما حملك على ما صنعت؟ أو لأي شيء فعلت هذا؟ ونحو ذلك.

(قال: يا رسول الله، استكثرته) عليه، يجوز تقديم الاسم على الجواب، ويجوز تأخيره عنه كما في رواية مسلم (١): استكثرته يا رسول الله.

(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا خالد، رد) [(٢) فيه شاهد على لغة تميم فيما إذا اجتمع المثلان في كلمة واحدة وسكن الثاني في آخر الكلمة بناءً أو جزمًا؛ فإن لغتهم الإدغام، ولغة الحجاز الإظهار نحو: رد وارْدُد، وعلى لغة الحجاز: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} (٣)، {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} (٤)، وقاعدة تميم؛ غض من صوتك، ومن يرتد منكم.

واعلم أنك إذا أدغمت وحركت الثاني لالتقاء الساكنين فجوز سيبويه (٥) ثلاثة أوجه:


(١) "صحيح مسلم" (١٧٥٣).
(٢) يبدأ من هنا سقط ورقة كاملة من مصورتنا من (ر) سنشير إليه في نهايته.
(٣) لقمان: ١٩.
(٤) البقرة: ٢١٧.
(٥) انظر: "الكتاب" ٣/ ٥٣٢، ٥٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>