للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها. ثم جاء سهيل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لقد سهل لكم من أمركم"، فجاء سهيل بن عمرو فقال: هات (١) اكتب بيننا وبينكم كتابًا. فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الكاتب (فقال: اكتب) "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، ثم قال: (هذا ما قاضى عليه رسول الله) فقال سهيل: والله، لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله. فقال: "اكتب محمد بن عبد الله"، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به"، فقال سهيل: لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة، ولكن ذاك من العام المقبل.

(فقال سهيل: وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا) وفي رواية: علينا. قوله: (رجل) يدل على أن المقاضاة إنما انعقدت على الرجال دون النساء، وليس فيها نسخ حكم النساء على هذِه الرواية، وأن النساء يردهن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رد الرجال، إلا من أجل أن الشرط إنما وقع على الرجال خاصة، ثم نزلت الآية في أمر النساء حين هاجرن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - متممة لما تقدم من حكم برد ذلك (٢).

(فلما فرغ من قضية الكتاب) بفتح القاف وكسر الضاد المعجمة ثم مثناة تحت، أي: من كتابته وما وقع في أثنائه (قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: قوموا فانحروا) يدل على قيام من ينحر هديًا أو غيره، وأن نحر الإبل أفضل من ذبحها (ثم احلقوا) شعر رؤوسكم أو قصروا


(١) ساقط من (ر).
(٢) انظر: "شرح صحيح البخاري" لابن بطال ٨/ ١٣٠، و"فتح الباري" ٩/ ٤١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>