للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

باب العدو يؤتى على غرة ويُتَشبه بهم حتى ينال فرصة

[٢٧٦٨] (حدثنا أحمد بن صالح) المصري، قال (١): (حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار) المكي الأثرم، بسكون الثاء المثلثة.

(عن جابر -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من لكعب بن الأشرف؟ ) وهو رجل من بني نبهان من طيء، وأمه من بني النضير، وكان شاعرًا، وكان عاهده النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا يعين عليه أحدا، ثم جاءه مع أهل الحديبية معينًا عليه ونقض عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهجاه، وكان يسمى طاغوت اليهود.

(فإنه قد آذى الله ورسوله) والمؤمنين وتعرض لهم بالهجو، والتعيب، والتنقص، والطعن في دينهم، وأغرى قريشًا حتى اجتمعوا لأحد، فحينئذٍ قال ذلك (٢) إغراءً بقتله، ونبه على علة ذلك، وأنه مستحق للقتل.

ولا يظن أحد أنه قتل غدرًا، فمن قال ذلك قتل (٣)، كما فعله علي بن أبي طالب، وذلك أن رجلًا قال ذلك في مجلسه، فأمر علي بضرب عنقه، وقاله آخر في مجلس معاوية وأنكر ذلك عليه محمد بن مسلمة، وأنكر على معاوية سكوته وحلف أن لا يظله وإياه سقف أبدًا، ولا يخلو بقائلها إلا قتله.

قال القرطبي (٤): ويظهر لي أنه يقتل ولا يستتاب؛ لأن ذلك زندقة إن


(١) ساقطة من (ل).
(٢) ساقطة من (ر).
(٣) قال ابن بطال في "شرح البخاري" ٥/ ١٩١: ومن قال: إنه قتل غدرًا فهو كافر ويقتل بغير استتابة؛ لأنه تنقص النبي - صلى الله عليه وسلم - ورماه بكبيرة وهو الغدر.
(٤) الكلام السابق، واللاحق للقرطبي، كما في "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" ٣/ ٦٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>