للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبالضم قرأ عاصم وحمزة ونافع في قوله تعالى: {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} (١) يريد أنها أيام لا يجوز صومها (وذكر الله) بالجر (تعالى) فيه إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب التابع له إنما يستعين به على ذكر الله تعالى وطاعته، وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعة.

وإنما نهى الله عن صيام أيام التشريق مع يوم النحر فلا تصام بمنىً ولا غيرها عند جمهور العلماء، خلافًا لعطاء في قوله: إن النهي مختص بأهل منىً. يعني نهيه حين بعث في أيام منىً مناديًا ينادي: "لا تصوموا هذِه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله" (٢). وفي رواية للنسائي: أيام أكل وشرب وصلاة (٣).

وفي رواية للدارقطني: "أيام أكل وشرب وبعال" (٤). والبعال: النكاح وملاعبة الرجل أهله (٥).

* * *


(١) انظر: "حجة القراءات" ص ٦٩٦.
(٢) راجع "شرح صحيح البخاري" لابن بطال ٤/ ١٣٨، "عمدة القاري" ١٧/ ١٢٨.
(٣) "السنن الكبرى" للنسائي ٢/ ١٩١ (٢٩١٤).
(٤) "سنن الدارقطني" ٢/ ٢١٢.
(٥) "غريب الحديث" لأبي عبيد ١/ ١٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>