للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عندهم؛ فإن الولد إذا كبر يعيش على ما نشأ عليه واعتاده، وبالدعاء لهم على أن يرزقهم الله غنى النفس الذي مدحه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "ليس الغنى عن كثرة العرض، لكن الغنى غنى النفس" (١)، وحمل الاسم على المعنى الممدوح شرعًا أولى من حمله على العرف المعتاد وإن عضده سياق ما تقدم (٢) (خير من أن تذرهم عالة) جمع عائل وهو الفقير من المال أو فقير النفس (٣) (يتكففون الناس) من الكف وهو كف اليد أي: يبسطون أكفهم للسؤال، وقيل: يسألون الناس إعطاء ما في أكفهم، وقيل: يسألون الناس كفافًا من القوت، ويدل على الأول رواية مسلم (٤): "يتكففون الناس".

(وإنك لن تنفق (٥) نفقة) [يجوز في همزة أن الوجهان السابقان في أنك أن تذر وزاد مسلم بعد "من نفقة": "تبتغي بها وجه الله تعالى"] (٦) (إلا أجرت بها) (٧) أي: أعطاك الله بها أجرًا، ورواية مسلم تدل على أن الأجر في الصدقات لا يحصل إلا بقصد القربة إلى الله تعالى وإن


(١) أخرجه البخاري (٦٤٤٦) ومسلم (١٠٥١).
(٢) وهذا الذي جعله الشارح أولى فيه من التكلف ما لا يخفى وخصوصا مع مخالفة السياق .. وراجع الفتح ١١/ ٢٧٤.
(٣) تعريف الفقر هنا بفقر النفس مبني على الكلام السابق ولم أقف على أحد من أهل العلم فسرها في هذا السياق بهذا التفسير لا في كتب الشروح ولا في كتب الغريب ومعاجم اللغة.
(٤) (١٦٢٨).
(٥) زاد هنا في (ر): من و (ع).
(٦) هذِه الزيادة من (ع).
(٧) ورد بعدها في الأصل: نسخة: فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>