للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ثم قال: اللهم أمض لأصحابي هجرتهم) مقبولة خالصة لك غير ناقص من أجرها شيئًا (ولا تردهم) بفتح الدال ويجوز الضم لاتباع ضمة الهاء على أعقابهم أي: [لا تترك هجرتهم وحالهم المرضية] (١) يقال: رجع فلان على عقبه إذا رجع خائبًا.

قيل: وفيه دليل على أن بقاء المهاجر بمكة قادح فيه.

قال القاضي: ولا دليل فيه؛ لأنه يحتمل: أنه دعا لهم دعاء عامًّا (٢).

(لكن البائس) بالمد والهمز اسم فاعل من البؤس وهو أثر الفقر وسوء الحال (٣)، وقيل: البائس هو المرحوم (سعد بن خولة) من بني عامر بن لؤي العامري من السابقين بدري توفي سنة عشر بمكة، وزوجته سبيعة الأسلمية توفي عنها في حجة الوداع (٤) وولدت بعد وفاته بليالٍ فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد حللت فانكحي من شئت" (٥) (يرثي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن مات بمكة) وهذا من قول سعد بن أبي وقاص، وقد جاء مفسرًا في بعض الروايات.

قال القاضي: وأكثر ما جاء أنه من قول الزهري (٦).


(١) هكذا في (ر) وفي (ل) سقط، وفي (ع): لا تتركهم وحالهم المرضية، والعبارة في شرح النووي هكذا: ومعنى امض لأصحابي هجرتهم، أي: أتممها ولا تبطلها ولا تردهم على أعقابهم بترك هجرتهم ورجوعهم عن مستقيم حالهم المرضية.
(٢) "إكمال المعلم" ٥/ ١٩١، "مشارق الأنوار" ٢/ ٩٨.
(٣) "شرح مسلم" للنووي ١١/ ٧٩.
(٤) "الإصابة" ٣/ ٥٣، ٧/ ٦٩٠.
(٥) أخرجه البخاري (٣٩٩٠). ومسلم (١٤٨٤).
(٦) "شرح مسلم" للنووي ١١/ ٧٩. وقال القاضي في "المشارق" ٢/ ٣٦٧: والأول أصح اهـ. قال ابن حجر "فتح الباري" ٥/ ٣٦٥: وقع عند المصنف في الدعوات عن=

<<  <  ج: ص:  >  >>