للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن ابن عباس في قوله تعالى) ({وَالَّذِينَ عَقَدَتْ}) (١) تقدمت قراءة حمزة بفتح القاف المخففة، روى علي بن كبشة عن حمزة: عقدت بتشديد القاف على التكثير، والمشهور عن حمزة التخفيف (٢). ومعنى عقدت: أحكمت (أيمانكم) جمع يمين من اليد، ويحتمل أن يكون من القسم، وذلك بأنهم كانوا يضربون صفقة البيعة بأيمانهم ويأخذ بعضهم بيد بعض على الوفاء والتمسك بالعهد ({فَآتُوهُمْ}) أعطوهم ({نَصِيبَهُمْ}) من النصرة والنصيحة على ما تقدم.

(قال: كان المهاجرون) من مكة الذين هجروا ديارهم وأموالهم (حين قدموا المدينة تورث) أي: يورثون ماله (الأنصار) وكان الميراث يستحق في الإسلام بأسباب منها الهجرة والمعاقد (٣) والحلف ثم نسخ ذلك (دون ذوي رحمه) وقد تقدم ذكرهم قريبًا ودون أقاربه (للأخوة التي آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم) قال أنس بن مالك: حالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار (٤). أي: حالف بينهم في دارنا مرتين كانت المحالفة قبل الفتح (فلما نزلت هذِه الآية: {وَلِكُلٍّ}) أي لكل إنسان ({جَعَلْنَا مَوَالِيَ}) أي: ورثة وموالي يعني عصبة يأخذون ({مِمَّا


(١) ورد بعدها في الأصل: نسخة: عاقدت.
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٥/ ١٦٧.
(٣) هكذا في الأصل ولعلها المعاقدة؛ انظر: "أحكام القرآن" للجصاص ٦/ ٤٦١، "أحكام القرآن" للكيا الهراسي، وهذا نصه: واعلم أن الميراث كان يستحق في أول الإسلام بأسباب، منها: الحلف والتبني والمعاقدة: ومنه قوله: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ}.
(٤) "صحيح مسلم" (٢٥٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>