للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نقوم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مكانكما"، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، ثم قال (فسكتت) فاطمة حياء من والدها - صلى الله عليه وسلم - (فقلت: أنا أحدثك يا رسول الله) بحاجتها أنها (جرت بالرحى) مقصور كما تقدم (حتى أثرت في يدها، وحملت) تستقي (بالقربة [حتى أثرت) يعني الحبل] (١) (في نحرها، فلما أن جاءك الخدم) من السبي (أمرتها أن تأتيك فتستخدمَك) بنصب الميم أي: تطلب منك أن تعطيها (خادمًا يقيها) أي يصونها عن الخدمة ويستر عنها (حر ما هي فيه) من العمل وفي رواية لغيره (٢): يقيها حار (٣) ما هي فيه. يعني من التعب والمشقة من خدمة البيت؛ لأن الحرارة مقرونة بهما كما أن البرد مقرون بالراحة والسكون، والحار الشاق المتعب، ومنه حديث عيينة بن حصن لما أمره بجلد الوليد بن عقبة: ولِّ حارها من تولى قارها (٤).

وفيه أن المرأة عليها خدمة بيتها إن لم تكن خادمًا، وإن كانت شريفة أو دنية، حكاه ابن خويز منداد عن بعض المالكية، وهو خلاف مذهب الشافعي، وحملوا هذا الحديث على أن فاطمة تبرعت بذلك، ولا خلاف في استحباب ذلك وفضيلته لمن تبرع به؛ لأنه معونة للزوج (٥).

وفيه ما كان عليه ذلك الصدر الصالح من شظف العيش وشدة


(١) في (ع): حتى أثر يعني: الحبل أثرت.
(٢) لم أقف عليه مسندا وقد ذكره ابن الأثير في "النهاية" ١/ ٩٣١ وابن الجوزي في "غريب الحديث" ١/ ٢٠١، والزمخشري ١/ ٢٧٦.
(٣) في (ر): حر. والمثبت من (ع) و (ل)، "النهاية".
(٤) "النهاية" لابن الأثير ١/ ٩٣١.
(٥) انظر: "فتح الباري" ٩/ ٣٢٤، "المفهم" ١٨/ ١٩، "الذخيرة" ٤/ ٤٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>