للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحال، وأن الله تعالى حماهم عن الدنيا مع أنها ملكهم، وهذِه سنة الله في الأنبياء والأولياء كما قال: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأولياء" (١).

(قال: اتقي الله) تعالى (يا فاطمة) أي: دومي على ملازمة التقوى (وأدي فريضة ربك) يدخل فيه الصلاة والصوم والواجبات والغسل من الجنابة والوضوء وغير ذلك من الواجبات -يعني: حق الزوج-، وهذا من عطف الخاص على العام؛ لأن أداء الفرائض (٢) من جملة عموم التقوى الجامعة للأوامر والنواهي (واعملي عمل أهلك) الأهل: أهل البيت، ولعل المراد هنا بأهل البيت الزوج، والأصل فيه القرابة، وقد أطلق على الأتباع.

وفي حديث أم سلمة: "ليس بك على أهلك هوان" (٣). أراد بالأهل نفسه - صلى الله عليه وسلم -، ويحتمل أن المراد: واعملي مثل عمل أهلك، يعني: أقاربك، أي: اسلكي طريقهم.


(١) لم أجده بهذا اللفظ. وقد أخرجه الترمذي (٢٣٩٨) وقال حسن صحيح، وابن ماجه (٤٠٢٣) والنسائي في "الكبرى" (٧٤٣٩) والحاكم ١/ ٤١ وقال: صحيح على شرط الشيخين. ولكن بدون ذكر الأولياء، وقد أورده السبكي في أحاديث "الإحياء" التي ليس لها أصل ص ٦/ ٣٥٧، ثم قال: المعروف في لفظه: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل".
وقال العراقي في "تخريج الإحياء" ٤/ ٢٨: أخرجه الترمذي وصححه والنسائي في "الكبرى" وابن ماجه من حديث سعد ابن أبي وقاص وقال: قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ فذكره دون ذكر الأولياء. وللطبراني من حديث فاطمة: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون" الحديث.
(٢) في (ر): الفرض.
(٣) أخرجه مسلم (١٤٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>