للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في بعض أي: كانوا مختلطين (منهم المسلمون) والمشركون (و) كان (المشركون) هم الذين (يعبدون الأوثان) و (من) في قوله للتبعيض أي: بعض قليل [من أهل] (١) المدينة مسلمون والباقي وهم الأكثرون مشركون ويهود، والأوثان جمع وثن وهو (٢) كل ما له جثة معمولة من جواهر الأرض ومنذ الخشب والحجارة كصورة الآدمي يعمل فينصب ويعبد بخلاف الصنم فإنه صورة بلا جثة، وفي حديث عدي بن حاتم (٣): قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي عنقي صليب من ذهب, فقال لي: ألق (٤) هذا الوثن عنك (٥). (و) منهم (اليهود) والنصارى (وكانوا) يعني: اليهود الذين (يؤذون النبي - صلى الله عليه سلم -و) يؤذون (أصحابه) أشد الأذي ويعادونهم أشد عداوة كما قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} (فأمر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالصبر) على ذلك الأذى (والعفو) عنهم فيما له في خاصة نفسه عليهم من تبعة وفيما يحصل لك منهم (ففيهم أنزل الله) تعالى: ({وَلَتَسْمَعُنَّ}) وحذفت الواو التي قبل نون التوكيد؛ لأن ضمة العين التي قبلها تدل عليها (مِنَ) اليهود {الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} قيل: المراد بهذا الجمع واحد وهو كعب بن الأشرف اليهودي الشاعر، وكان يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ويشبب نساءهم حتى أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتله (٦). كما


(١) و (٢) سقط من (ر).
(٣) أخرجه الترمذي (٣٠٩٥).
(٤) جاء هنا في (ع): عنك.
(٥) وهذا من إطلاق الوثن على غير الصورة. راجع: "النهاية" لابن الأثير ٥/ ٣٢٨.
(٦) "تفسير السمعاني" ١/ ٤٨٦، و"تفسير الطبري" ٧/ ٤٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>