للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وطلوع الشمس، ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والانطلاق (١) ومنه: "واغد يا أنيس" (٢)، أي: انطلق. (على النبي - صلى الله عليه وسلم -) أي: إليه، لكن لما كان قصدوا عليه بقول أو فعل استعمل بلفظة إلى (فقالوا: طرق) بضم الطاء وكسر الراء (صاحبنا) أي: أُتي إليه بالليل (فقتل) ولا يكون الطروق إلا بالليل، ولا يستعمل بالنهار إلا مجازا، وأصل الطروق من الطرق وهو الدق، وسمي الآتي بالليل طارقًا لحاجته إلى دق الباب (٣).

(فذكر لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان يقول) كعب بن الأشرف في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فيه الاعتذار للكفار والأعداء تطييبًا لقلوبهم ودفعًا لشرورهم، ولا يكون هذا من المداهنة المنهي عنها.

قال القرطبي: في قولهم: إن الآيات الواردة في الأمر بالعفو والصفح ولين الخطاب أنه منسوخ بآية السيف المأمور فيها بالقتال حين وجدهم، الأظهر أن ذلك ليس بمنسوخ، فإن الجدال بالأحسن والمداراة أبدًا مندوب إليها، وإنه كان عليه السلام مع الأمر بالقتال يوادع اليهود ويداريهم ويصفح عن المنافقين، قال: وهذا بين (٤).

(ودعاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يكتب بينه [وبينهم] كتابًا) شاهدًا عليهم وعليه، وإنهم (ينتهون إلى ما) يكون (فيه) عند الاختلاف (وكتب) رواية: فكتب (النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبينهم وبين) سائر (المسلمين عامة) تأكيد


(١) "النهاية" لابن الأثير ٣/ ٦٤٩.
(٢) رواه البخاري (٢٣١٤) ومسلم (١٦٩٧).
(٣) "النهاية" ٣/ ٢٧٠.
(٤) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي سورة آل عمران آية (١٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>