للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحد كفروا جميعهم، ({سَتُغْلَبُونَ}) أي ستصيرون مغلوبين بنصرة الله المؤمنين عليكم {وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ}، قرأ حمزة والكسائي بالياء على الغيبة، وقرأ باقي السبعة بالتاء خطابًا، فتكون الجملة معمولة للقول، ومن قرأ بالغيبة فالظاهر أن الضمير للذين كفروا، وتكون الجملة إذ ذاك ليست محكية.

(قرأ مصرف) بن عمرو الأيامي الآية وهي: {إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (١٢) قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا} أي أصحاب بدر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقريش (إلى قوله) تعالى ({فئة}) في الآية حذفان تقديره فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله، وفئة أخرى كافرة تقاتل في سبيل الشيطان، فحذف من الأولى ما أثبت مقابله في الثانية بلزوم القتال في سبيل الشيطان وهو الكفر، وقرأ الجمهور برفع فئة على القطع، التقدير: إحداهما، فتكون فئة على هذا خبر مبتدأ محذوف، وقيل: الرفع على البدل من الضمير وهو الألف في التقتا، وقرأ مجاهد والحسن والزهري بالجر على البدل التفصيلي، وهو بدل كل من كل كما قال كُثَيّر عزة:

وكنت كذي رجلين رجل صحيحة ... ورجل رمى (١) فيها الزمان فشلت (٢)


(١) في (ر): يرمي.
(٢) هذا البيت استشهد به سيبويه في "الكتاب" ١/ ٤٣٣ وجاء في كتاب "طيب المذاق من ثمرات الأوراق" لتقي الدين الحموي المعروف بابن حجة ١/ ٣٨٨: نادرة للعز ابن عبد السلام، وحكي أن شخصا جاء إلى الشيخ عز الدين ابن عبد السلام الشافعي رحمه الله تعالى سلطان العلماء فقال: رأيتك في المنام تنشد: وكنت كذي=

<<  <  ج: ص:  >  >>