للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(تعاهدوني (١) عليه، فأبوا أن يعطوه عهدًا) ولا ميثاقًا (فقاتلهم يومهم ذلك) أجمع فيه أن الأمر إذا اشتد في المحاصر من قاتلوه قاتلهم جميع النهار، ولا يقتصر على أوله وآخره.

(ثم غدا) مَنْ في (الغد) بالنصب في باقي اليوم (علي بني قريظة) من اليهود (بالكتائب) التي كانت معه (وترك) حصار (بني النضير) وقتالهم لما رأى في ذلك من المصلحة حين رآهم أقرب إلى العهد والميثاق من بني قريظة (٢) (ودعاهم إلى أن يعاهدوه فعاهدوه) على ما أرادوا منهم (٣) (فانصرف عنهم وغدا) أيضًا (علي بني النضير بالكتائب) التي معه (فقاتلهم) وحاصرهم (حتى نزلوا على الجلاء) بفتح الجيم والمد، وهو الخروج من البلد حين خرب وحرق حتى ألقى الله الرعب في قلوبهم حتى خرجوا (فجلت) بفتح الجيم واللام المخففة (بنو النضير) يقال: جلا عن الوطن إذا خرج منه مفارقًا له (واحتملوا) فكان جلاؤهم أول حشر من المدينة (ما أقلت الإبل) أقلت بتشديد اللام أي: ما أطاقت الإبل التي لهم حمله (من أمتعتهم) وأموالهم (وأبواب بيوتهم وخشبها) بفتح الخاء والشين جمع خشب كقصب وقصبة والخشب بضمتين، وإسكان الثاني تخفيف (٤)، قرأه أبو عمرو والكسائي (٥)، وقيل:


(١) ورد بعدها في الأصل: نسخة: تعاهدونني.
(٢) في الأصل: النضير. والمثبت الصواب.
(٣) في (ر): منها.
(٤) قال ابن الأثير في "النهاية" ٢/ ٨٦: وتُضَمُّ الشّين وتُسَكَّن تخفيفا.
(٥) قال القرطبي في "الجامع" ١٨/ ١٢٥: وقرأ قنبل وأبو عمرو والكسائي (خشْب) بإسكان الشين. وهي قراءة البراء بن عازب واختيار أبي عبيد؛ لأن واحدتها خشبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>