للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نادهم وادعهم يقال: هتف به هتافًا إذا صاح به ودَعَاه (١). ودعاؤه (٢) للأنصار دون غيرهم؛ لأن المهاجرين كانوا حوله حاضرين معه لم يحتج إلى دعائهم، هاما ليظهر لهم شدة اعتنائه بهم وتعويله عليهم.

(قال: اسلكوا هذا الطريق) رواية: املكوا هذِه، ولمسلم (٣): فأخذوا بطن الوادي أي: جعلوا طريقهم في بطن الوادي، قال: (فلا يشرفن) بضم الياء وكسر الراء وتشديد نون التوكيد (لكم أحد) من مشركي مكة (إلا أنمتموه) بفتح النون، قال الفراء: النائمة الميتة، ويقال: نامت الريح سكنت كما قالوا: ضربه حتى سكت أي: مات (٤). زاد مسلم: فما أشرف لهم يومئذٍ أحد إلا أناموه أي: قتلوه، فوقع على الأرض وصيروه كالنائم. قال النووي: وهذا محمول على من أشرف لهم مظهرًا للقتال (٥).

(فنادى منادٍ) ولمسلم: قال أبو سفيان: أبيحت خضراء قريش (لا قريش بعد اليوم) ومعنى أبيحت: استؤصلت بالقتل فلا وجود لقريش بعد هذِه الوقعة، وذلك لما رأى أبو سفيان من هول الأمر والغلبة والقهر والاستيلاء عليهم (٦).

قال القرطبي: وهذا الحديث نص لمالك على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخلها


(١) "النهاية" ٥/ ٥٥٢.
(٢) سقط من (ر).
(٣) (١٧٨٠).
(٤) "شرح مسلم" للنووي ١٢/ ١٣٣، وانظر: "النهاية" ٥/ ٢٧٣.
(٥) "شرح مسلم" للنووي ١٢/ ١٣١.
(٦) "المفهم" ١١/ ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>