للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(بهم) أي: امتلأ بهم البيت (وطاف النبي - صلى الله عليه وسلم -) بالبيت على راحلته يستلم الحجر بمحجنه خلف المقام. قال الشيخ قطب الدين في "المورد": فلما قضى طوافه نزل وأخرجت الراحلة فانصرف إلى زمزم وأخر المقام عن مكانه هذا وكان لاصقًا بالبيت، وأتي بسجل من ماء فشرب منه، انتهى.

والظاهر أن الماء من زمزم ثم جاء المقام (وصلى خلف المقام) أي: مقام إبراهيم عليه السلام ركعتين، والمقام في اللغة موضع القدمين.

واختلفوا في تعيين المقام على أقوال: قال القرطبي: أصحها أنه الحجر الذي يعرفه الناس اليوم (١) يصلون عنده ركعتي طواف القدوم.

وفي البخاري: أنه الحجر الذي ارتفع عليه إبراهيم عليه السلام حين ضعف عن رفع الحجارة التي كان إسماعيل يناولها إياه في بناء البيت وغرقت قدماه فيه.

قال أنس: رأيت في المقام أثر أصابعه وعقبه وأخمص قدميه غير أنه أذهبه مسح الناس بأيديهم، حكاه القشيري.

وفي "صحيح مسلم" (٢) من حديث جابر الطويل: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رأى البيت (٣) استلم الركن فرمل ثلاثًا ومشى أربعًا ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} فصلى ركعتين قرأ فيها: قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون (٤).


(١) سقط من (ر).
(٢) (١٢١٨).
(٣) في (ر) أنس.
(٤) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي سورة البقرة آية (١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>