للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فلما أن ولى قال) له (رجل من المجلس) وهو الأقرع بن حابس التميمي (١) كما جاء مصرحًا به في رواية الدارقطني (٢) من رواية ثابت وسعيد (أتدري) يا رسول الله (ما قطعت له؟ إنما قطعت له الماء العد) بكسر العين وتشديد الدال المهملتين وهو الماء الدائم الذي لا ارتفاع لمادته، جمعه له بمداد كحمل وأحمال، وقيل: هو ما يجمع ويعد للورود، ورده الأزهري ورجح الأول (٣)، ومنه الحديث: نزلوا أعداد مياه الحديبية (٤). أي: ذوات المادة كالعيون والآبار الذي ينبع، وإنما قال الأقرع بن حابس ذلك؛ لأنه كان ورد عليه في الجاهلية وعرفه. (قال) أبيض: (فانتزع) بضم التاء وكسر الزاي، وفي بعضها بفتحهما، (منه) وفي رواية الشافعي (٥): قال: فلا إذًا.

وفي الحديث دليل على أن الحاكم إذا حكم بشيء ثم تبين له أن الحق في خلافه نقضه وعليه رده، لكن قال في رواية الشافعي: فأراد أن يقطعه.

قال الماوردي وغيره: إذا أقطعت المعادن الظاهرة كالكحل والملح والقار والنفط فهو كالماء الذي لا يجوز إقطاعه بل يأخذه من ورد إليه، فإن أقطع كان المقطع هو وغيره فيها سواء، وإن منعهم المقطع كان بالمنع


(١) ترجمته في "الإصابة" ١/ ١٠١.
(٢) في "السنن" ٣/ ٧٦ برقم (٢٨٦).
(٣) "النهاية" ٣/ ٤١٥، و"الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" ١/ ٢٥٩، و"تاج العروس" ٨/ ٣٥٤.
(٤) "صحيح البخاري" (٢٧٣١).
(٥) في "الأم" ٤/ ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>