للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سائر (بنيه) نسخ: بيته الآخرين (حين عمي، عن كعب بن مالك) -رضي الله عنه- في حديثه الطويل (قال: قلت: يا رسول الله، إن من توبتي) أي: من تمام توبتي (أن أنخلع (١) من مالي) يعني: من الأرض والعقار، ولهذا قال: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر، وقوله: "أنخلع من مالي" يدل على أن قوله للمبشر لما خلع له ثوبيه وألبسهما إياه واستعار ثوبين: " والله ما أملك غيرهما " مؤول بأن المراد: ما أملك غيرهما من اللباس، وإلا فكان له مال غير ذلك؛ فلذلك قال هنا: "أن أنخلع من مالي" يعني غير اللباس، وهذا يدل على أن استعمال ذلك في الأيمان ومخاطبة الناس (صدقة) بالنصب مصدر للتأكيد إن أولت الخلع بمعنى أتصدق بمالي صدقة، ويجوز أن ينصب مفعولًا له أي: لأجل الصدقة، وسميت صدقة لأنها دالة على صدق إيمان دافعها (إلى الله وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَمسك) بفتح الهمزة (عليك بعضَ) بالنصب (مالك) فيه استحباب الصدقة للنعمة المتجددة لاسيما ما عظم منها كالتوبة والحج ونحوهما، قيل: فيه دليل على كراهية التصدق بجميع المال، بل يقتصر على الصدقة ببعضه خوفًا من تضرره وتضرر من يلزمه نفقته إن كان يتضرر (٢) بالفقر وخوفًا أن لا يصبر على الإضاقة، وربما أداه ذلك إلى احتياجه وسؤاله للناس وإلى تعاطيه ما لا يليق به (فهو خير لك) إمساك هذا البعض الذي هو خير له هو أكثر ماله، والمتصَدَّقُ به هو الأقل، ويدل على ذلك حديث سعد: " الثلث


(١) في (ر): أخلع.
(٢) بياض في النسخ الخطية، والمثبت موافق ما في "عمد القاري" ١٨/ ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>