للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بها الشفاء غالبًا (فقال رجل من القوم) قال النووي وغيره: الراقي هو أبو سعيد الخدري الراوي كما جاء مبينًا في رواية أخرى (١). (إني لأرقي) بفتح الهمزة، وإسكان الراء (ولكن استضفناكم فأبيتم أن تضيفونا) بضم أوله والضاد يجوز فتحها مع تشديد الياء، وكسرها مع سكون الياء الخفيفة؛ لأنه يقال فيه كما تقدم: أضافه وضيفه (ما أنا براق) لكم (حتى تجعلوا لي جعلًا) معلوما (٢) على الرقية لما كانت الحال حال اضطرار وافتقار إلى المطعم؛ ولهذا سألوهم الضيافة فلم يضيفوهم، وطلب الأجر على العمل من الجائز، ويتأكد ممن لم يكن مواسيًا، ويقال: من استضيف فلم يضيف فهو لئيم؛ فلهذا طلب الجعل على عمله، لكي (٣) يستعينوا به على سفرهم، وتندفع حاجتهم عمن لا يواسي، ولهذا لم يتمالك موسى أن قال للخضر: {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ} (٤)، هذا ظاهر الشريعة التي أخذ بها موسى - عَلَيْهِ السَّلَامْ -، وأما أهل الحقيقة التي أخذ بها الخضر أنهم لا يأخذون على منافع خلق الله تعالى ولا يسألونه، بل إن جاءهم من غير سؤال ولا استشراف نفس فهو من عند الله يأخذونه، وكان طلب موسى الأجرة سببًا لمفارقته حين قال: {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}، والله أعلم (٥).


(١) " شرح مسلم" ١٤/ ١٨٧.
(٢) ساقطة من (ر).
(٣) في (ر): لكن.
(٤) الكهف: ٧٧.
(٥) كلام الشارح في تفريق الشريعة إلى ظاهر وباطن من كلام الصوفية، وقد أبطل العديد من العلماء هذِه المقولة وفندوها، انظر: "تلبيس إبليس" لابن الجوزي ص ٢٨٧، "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" لابن تيمية ص ١٩٧ - ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>