للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يكون الذل هنا هو الخراج الذي يؤدوه (١) كل سنة لملاك الأرض، فيصير عليهم كالجزية التي يدفعها اليهود كل سنة، وأهل (٢) الذل في الزراعة أن اليهود لما فتحت خيبر أخذوها ببعض ما يخرج منها كل سنة، فهو أول مخابرة جرت في الإسلام.

وسبب هذا الذل والله أعلم أنهم لما تركوا الجهاد في سبيل الله الذي فيه عز الإسلام [وإظهاره على كل دين؛ عاملهم الله بنقيضه، وهو المذلة حين تركوا ما فيه عز الإسلام] (٣) والركوب على الخيل التي ظهورها عز، واشتغلوا بالمشي خلف أذناب البقر والسكة التي هي سبب الذل، وروى الطبراني في "الكبير" عن بنت [لعتبة بن عبد] (٤) وامرأة من آل أبي أمامة [أنهما سمعتا] (٥) أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من أهل بيت يغدو عليهم فدان إلا ذلوا" (٦) وهاتان المرأتان مجهولتان، وبقية رجاله ثقات (٧).

(لا ينزعه) أي: لا يرفعه عنكم كما في رواية ابن القطان (حتى ترجعوا إلى دينكم) أي: إلى ما فيه قوام دينكم من الاشتغال


(١) في (ر): تركوه.
(٢) كذا. ولعل الصواب: أصل. والله أعلم.
(٣) سقط من (ر).
(٤) في (ر)، (ل): (لعيينة بن عليلة)، وأثبت ما في "المعجم" وورد في "المجمع" لعتبة بن عليلة.
(٥) في (ر): أنما سمعا.
(٦) "المعجم الكبير" ٨/ ٢٩٣ (٨١٣٩).
(٧) انظر: "مجمع الزوائد" ٤/ ٢١٦ (٦٥٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>