للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان (١) جر - كما تقدم - إيذانا بافتقار الثاني إلى الأول؛ فإن حروف الجر مقيدة (٢)، ومن تكرر حرف الجر قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ} (٣)، ولم يذكر ولد في المرة الثانية؛ إذ لو ظهر فقيل: ولد الرجل من كسبه، ولد الرجل من أطيب كسبه لانقطع (٤) الثاني عن الأول بالكلية؛ لأن الثاني مع ذكر الولد يصير قائمًا بنفسه.

فإن قيل: ألا تراه ظهر في قوله تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (١٣٢) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (١٣٣)} (٥)، قيل: يجوز أن يكون هذا من إبدال الجملة من الجملة لا مما نحن فيه (٦).

ومن فوائد البدل التبيين] (٧) على وجه المدح؛ فإن قولك: ولد الرجل من كسبه من أطيب كسبه، أبلغ من قولك: ولد الرجل من كسبه، وكذا قولك: هل أدلك على أكرم (٨) الناس وأفضلهم؟ فلان، أبلغ من قولك على فلان: الأكرم والأفضل؛ لذكره مرتين مفصلًا


(١) لعل المناسب هنا ذكر كلمة (حرف) كما في "البرهان في علوم القرآن".
(٢) هكذا في (ر)، (ل)، وفي "البرهان": (مفتقرة).
(٣) الأعراف: ٧٥.
(٤) في (ر)، (ل): (لا ينقطع). والمثبت هو الملائم للسياق.
(٥) الشعراء: ١٣٢ - ١٣٣.
(٦) انظر: "البرهان في علوم القرآن" ٢/ ٤٥٩ - ٤٦٠.
(٧) في (ر)، (ل): التعين. والمثبت من "البرهان".
(٨) في (ر): ألزم.

<<  <  ج: ص:  >  >>