للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فناهيك به فضيلة وزلفى لمن قضى بالحق في عباده، إذ جعله ذبيح الحق امتحانًا؛ لتعظم له المثوبة امتنانا.

وقد ذكر الله قصة إبراهيم خليله -عليه السلام- وقوله: {يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} (١) فإذ جعل الله إبراهيم في تسليمه لذبح ولده مصدقًا فقد جعل الله لاستسلامه للذبح ذبيحًا، وكذلك قال -عليه السلام-: "أنا ابن الذبيحين" (٢) يعني: إسماعيل وعبد الله، فكذلك القاضي عندنا لما استسلم لحكم الله واصطبر على مخالفة الأباعد والأقارب في خصوماتهم، لم تأخذه في الله لومة لائم حتى قادهم إلى مُرِّ الحكم جعله ذبيحًا للحق وبلغ به حال الشهداء، الذين لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله.

وقد ولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القضاء عليًّا ومعاذًا ومعقل بن يسار، فنعم الذابح (٣) ونعم المذبوح، وفي كتاب الله الدليل على الترغيب فيه بقوله: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} إلى آخر الآيات.


(١) الصافات: ١٠٢.
(٢) لم أجده بهذا اللفظ، وفي "المستدرك" ٢/ ٥٥٤ (٤٠٣٦) من حديث معاوية -رضي الله عنه-: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاه الأعرابي فقال: يا رسول الله خلقت البلاد يابسة والماء يابسا، هلك المال وضاع العيال، فعد علي بما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين. فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم ينكر عليه.
قال الزيلعي في "تخريج الكشاف" ٣/ ١٧٧: غريب.
وقال الحافظ في "الفتح" ١٢/ ٣٧٨: رويناه في "الخلعيات" من حديث معاوية. قال الألباني في "الضعيفة" (١٦٧٧): لا أصل له.
(٣) في (ل): الذبائح.

<<  <  ج: ص:  >  >>