للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ليستوفى بها مال أو حق مقصود، تارة يكون ابتداء، وتارة يكون اعتراضاً، والمراء لا يكون إلا اعتراضاً على كلام سبق (١).

قال بعضهم: إياك والخصومة، فإنها تمحق الدين.

ويقال: ما خاصم قط وَرع.

(وهو يعلمه لم يزل في سخط الله) وهذا الدم الشديد له شرطان:

أحدهما: الذي يخاصم بالباطل.

والثَّاني: الذي يخاصم مع علمه أنه باطل، فأمَّا المظلوم الذي يخاصم فهذا لجاجه ليصل إلى حقه بطريق الشرع من غير لدد وزيادة لجاج ولا قصد إيذاء، فليس بحرام، ولكن الأولى تركه ما وجد إليه سبيلا؛ فإن ضبط اللسان في الخصومة متعذر، والخصومة توغر الصدور وتهيج الغضب، وإذا هاج الغضب نسي المتخاصم فيه وبقي الحقد.

(حتى ينزع) أي: ينجذب عنه ويميل إلى الحق فيسلم (ومن قال في) عرض (مؤمن ما ليس فيه) من الباطل الذي فيه عيب. يبين هذا الحديث ما رواه الطبراني بإسناد جيد عن أبي الدرداء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ذكر امرأ بشيء ليس فيه ليعيبه به حبسه الله في نار جهنم، حتى يأتي بنفاذ ما قال فيه" (٢).


(١) "إحياء علوم الدين" ٣/ ١١٨.
(٢) "المعجم الكبير" ٢٠/ ٢٧٣ (١٧٩٤)، "الأوسط" ٨/ ٣٨٠ (٨٩٣٦)، ورواه أبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (١٢٦، ١٩٧).
قال الهيثمي في "المجمع" ٤/ ٢٠١: رواه كله الطبراني في "الكبير" يعني: بإسنادين، وإسناد الأول فيه من لم أعرفه، ورجال الثاني ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>