للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكسر اللام (له) الكلام بعنف ويشدده.

وفيه دليل على جواز ذلك، قال الغزالي: (إن صاحب الحق) (١) مهما كلمه من له الحق بكلام خشن فليحتمله، وليقابله باللطف أقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ جاءه صاحب الدين عند حلول الأجل، ولم يكن قد اتفق قضاؤه، فجعل الرجل يشدد الكلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهمَّ به أصحابه فقال: "دعوه" ولفظ البخاري: عن أبي هريرة: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل يتقاضاه فأغلظ له، فهم به أصحابه، فقال: "دعوه فإن لصاحب الحق مقالا" (٢) (٣). وفي البخاري: قال سفيان -يعني: ابن عيينة-: عرضه يقول: مطلتني (٤). أو يقول: أنت مطلتني بحقي. أو: سوفت بي. أو: أنت ظالم. ونحوه.

والظاهر أن عرض الماطل لا يباح مطلقا، بل يباح بذكر ما وقع منه فيقال: مطلتني، أو ظلمتني على قصد الانتصار، ويقول للحاكم أو للمفتي: هو ظلمني ومطلني بحقي. وكذا إذا ظلمه الحاكم وله بينة، فله أن يقول عند السلطان: ظلمني. أو جار علي. أو أخذ مني رشوة. ونحو ذلك؛ فإن ذكره بشيء من ذلك دون ظلمه كان مغتابا عاصيا (و) معنى يحل (عقوبته) بالنصب [أن الحاكم إذا ادعي إليه وتبين قدرته


(١) كذا في الأصول، وفي "إحياء علوم الدين" كان جماعة من السلف يستقرضون من غير حاجة لهذا الخبر و.
(٢) "صحيح البخاري" (٢٣٠٦).
(٣) "إحياء علوم الدين" ٢/ ١٠٤.
(٤) "صحيح البخاري" قبل حديث (٢٤٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>