للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا هو اللائق بجنابه الكريم - صلى الله عليه وسلم -.

(قُلْتُ: الله أَكبَرُ) لم يَذكر النسَائي في روايته التكبير (الْحَمْدُ لله الذِي جَعَلَ فِي الأَمْرِ سَعَةً) أي: اتساعًا.

قالَ الله: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} (١)، وقال: {وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ} (٢) وفتح السِّين قراءة السَّبعة وكسْرهَا لغة.

(قُلْتُ: أَرَأَيْتِ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُوتِرُ (٣) أول اللَّيلِ أَمْ فِي آخِرِهِ قَالَتْ: رُبمَا أَوْتَرَ فِي أول اللَّيلِ وَرُبمَا أَوْتَرَ فِي آخِرِهِ) وفي "صحيح مسلم" عَن عَائشة قالت: مِن كُل الليل أوتر رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - من أول الليل وأوسَطه وآخره فانتهَى وتره إلى السَّحر (٤).

فيه جَوَاز الإيتار في جَميع أوقات الليل بعَد دُخُول وقته، واختلفوا في أول وقته فالصَّحيح في مذهبنَا والمشهور عن الشافعي والأصحَاب أنهُ يَدْخل وقته بالفراغ مِن صَلاة العشَاء ويمتَد إلى طلوع الفَجر الثاني (٥)، وفي الصَّحيح انتهى وتره إلى السَّحر أي: كانَ آخر أمره الإيتار في السَّحر والمراد به آخر الليل كما قالته عَائشة في الروَاية الأخرى.

(قُلْتُ: الله أكبَرُ الحَمْدُ لله الذِي جَعَلَ فِي الأمرِ سَعَةً) في جَوَاز الوتر في جَميع أجزاء الليل إذا دَخَل وقته.


(١) الطلاق: ٧.
(٢) البقرة: ٢٤٧.
(٣) في (س): يوتر في.
(٤) "صحيح مسلم" (٧٤٥/ ١٣٧).
(٥) انظر: "المجموع" ٤/ ١٣ - ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>