للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النَّعِيمِ} (١) وقيل: ليس هذا من الحسن، إنما معناه: حسن الله وجهه في الناس. أي: رفع جاهه وقدره؛ ولهذا من كانت هذِه صفته من المحدثين إلا كان عليه النضرة والبهجة كما أخبر - صلى الله عليه وسلم - ببركة دعائه. (امرأ سمع منا حديثا فحفظه) بكسر الفاء، ولابن ماجة وأحمد: "نضر الله عبدا سمع مقالتي فحفظها ووعاها" (٢) وفيه اعتناء الطالب بحفظ ما سمعه، فإن نتيجة العلم الحفظ ليبلغ ويعمل.

(حتى يبلغه) "من لم يسمعه" كما في رواية (٣)، وفيه فضيلة تبليغ الحديث والآثار إلى من لم يسمعها، ونسخها في معنى التبليغ، فرب حامل فقه بالحفظ ويدخل فيه حمل كتبه إلى من هو أفقه منه، فيه أن الفقيه لا يستنكف أن يأخذ الفقه ممن هو دونه، بل يكون حريصا على تحصيل الفائدة حيث كانت؛ فقد كان جماعة من السلف يستفيدون من طلبتهم ما ليس عندهم، قال الحميدي وهو تلميذ الشافعي: صحبت الشافعي من مكة إلى مصر فكنت أستفيد منه المسائل، ويستفيد مني الحديث (٤).

(فرب حامل فقه) وهو (ليس بفقيه) هذا قد وجد في زماننا، وكثير في


(١) المطففين: ٢٤.
(٢) "سنن ابن ماجة" (٢٣٠)، من حديث زيد بن ثابت "مسند أحمد" ٤/ ٨٠ من حديث جبير بن مطعم.
(٣) رواها أحمد ٤/ ٨٠، وأبو يعلى ١٣/ ٣٣٥ (٧٤١٣)، والطبراني ٢/ ١٢٦ (١٥٤١) من حديث جبير بن مطعم.
(٤) انظر: "تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم" (ص ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>