للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن حبَّان في "صحيحه" في قوله في حديث البخاري: "بلغوا عني ولو آية" دليل على أن السنن يقال لها: آي (١).

وفيه نظر، إذ لا ينحصر التبليغ عنه في السنن، بل القرآن كذلك كما سبق، وقيل: المراد بالآية العلامة الظاهرة. أي: وإن كان التبليغ بعلامة إشارة ونحوها.

[٣٦٦٣] (حدثنا محمَّد بن المثنى، حدثنا معاذ) (٢) بن هشام الدستوائي البصري (قال: حدثني أبي) (٣) هشام بن أبي عبد الله الدستوائي (عن قتادة، عن أبي حسان) مسلم بن عبد الله، استشهد به البخاري تعليقا. (عن عبد الله ابن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-) قال: (كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يحدثنا عن بني إسرائيل) تحديثا من الليل (حتى يصبح) أي: حتى يقرب من الصبح (ما يقوم) فيها من حديثه عنهم (إلا إلى عظم) بضم العين المهملة (صلاة).

قال في "النهاية": عظم الشيء: أكبره ومعظمه، كأنه أراد: لا يقوم إلا إلى الصلاة المفروضة، ومنه الحديث: فأسندوا عظم ذلك إلى ابن الدخشم (٤). أي: معظمه، ويقرب من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بني إسرائيل أكثر الليل ما يقع في هذا من الجلوس في قراءة الدلهمة والبطال وعنترة ونحو ذلك؛ فإنهم أيضًا كانوا في الفترة، فلا حرج في الكلام عنهم، حقا كان أو باطلا، فإنَّه لا إثم فيه.


(١) "صحيح ابن حبَّان" ١٤/ ١٧٩.
(٢) فوقها في (ل): (ع).
(٣) فوقها في (ل): (ع).
(٤) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٣/ ٢٦٠. والحديث رواه أحمد ٣/ ١٣٥ من حديث أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>