للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قضيت في الجد لسبعين قضية لا ألوي في واحدة منها عن الحق (١). وكان السلف يحذرون من الخوض في مسائله، وقد روي مرفوعًا وموقوفًا، والوقف أصوب: "أجرؤكم على قسمة الجد أجرؤكم على النار" (٢). وقد ذكر الخطابي في "الغريب" بإسناد صحيح عن محمَّد بن سيرين قال: سألت عبيدة عن الجد، فقال: ما يصنع بالجد؟ ! لقد حفظت عن عمر فيه مائة قضية يخالف بعضها بعضًا (٣). ثمَّ أنكر الخطابي هذا إنكارًا شديدًا، بما لا حاصل تحته، وما المانع أن يكون قول عبيدة بمائة قضية على سبيل المبالغة، وقد أول البزار كلام عبيدة بما ذكر، والله أعلم.

(والكلالة) أي: والثاني ميراث الكلالة بفتح الكاف، المشار إليه بقوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} (٤) وقد اختلف في تفسيرها على أقوال، أرجحها قول الجمهور أنَّه القريب الوارث


(١) رواه البيهقي في "الكبرى" ٦/ ٢٤٥، من طريق عبد الأعلى عن معتمر بن سليمان عن ابن عون عن محمَّد بن عبيدة عن عمر به.
(٢) رواه سعيد بن منصور في "السنن" ١/ ٦٦ (٥٥) عن سعيد بن المسيّب، مرسلًا.
قال الألباني في "الإرواء" ٦/ ١٢٩: إسناده جيد لولا إرساله.
(٣) "غريب الحديث" ٢/ ١٠٦.
والخطابي إنما نقل هذا الإنكار عن بعض العلماء.
ورواه أيضًا ابن أبي شيبة ٦/ ٢٧٠ (٣١٢٥٦)، والبيهقيُّ في "السنن الكبرى" ٦/ ٢٤٥، والحافظ في "تغليق التعليق" ٥/ ٢١٩.
وصحح إسناده الحافظ أيضًا في "الفتح" ١٢/ ٢١.
(٤) النساء: ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>