للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتفسيرًا له، فقال: الخمر ما خامر العقل. وخطب بذلك على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحضرة الصحابة من المهاجرين والأنصار وغيرهم، ولم ينكره أحد منهم (١)؛ فصار كالإجماع (٢).

(وثلاث) مبتدأ، وجاز الابتداء بالنكرة؛ لأنه وصف بقوله: "وددت" إلى آخره، والخبر هو قوله: (الجد والكلالة .. )، و (ثلاث) فيه حذف اسم مضاف إليه والتنوين في آخر (ثلاث) عوض عن الاسم المحذوف، كما في قوله: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (٣) والتقدير في الحديث: وثلاث قضايا أو أحكام أو مسائل، وقصد عمر -رضي الله عنه- بذلك التنبيه على أنهم كانوا يكرهون الأخذ بالرأي ويؤثرون عليه ما يرد به النص (وددت) بكسر الدال الأولى (أن) يكون (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم) يكن (٤) (يفارقنا حتى يعهد إلينا فيهن عهدًا) أي: يبين لنا بيانًا صريحًا بقول نعتمده وننتهي إليه فيه؛ لأنه أبعد عن محذور الاجتهاد إلى الخطأ على تقدير وقوعه وإن كان مأجورًا عليه أجرًا واحدًا (ننتهي إليه) عند الاختلاف والاحتياج.

إليه (الجد) مرفوع على أنَّه خبر مبتدأ محذوف، أي: أحد الثلاثة الجد، والجملة الاسمية خبر (ثلاث)، والمراد به ميراث الجد مع الإخوة في أنَّه يحجب الإخوة، أو ينحجب بهم، أو يقاسمهم.

وقد وقع للصحابة في ذلك (اختلاف منتشر) (٥) حتى قال عمر:


(١) في (م)، (ل): غيرهم.
(٢) انتهى من "شرح ابن بطال" ٦/ ٣٩.
(٣) يس: ٤٠.
(٤) ساقطة من (ع).
(٥) في جميع النسخ: اختلافًا منتشرًا. ولعل المثبت هو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>