للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بينها الترمذي في روايته فقال: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} إلى قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}) (١) (٢). لفظه لفظ استفهام ومعناه الأمر. أي: انتهوا، وفي لفظ الاستفهام إشارة إلى مبالغة في النهي وتهديد شديد، وأن التقدير: انتهوا فإن لم تنتهوا وقع بكم العذاب. ولهذا كان هذا أبلغ من قوله: {فَاجْتَنِبُوهُ}، قال الفراء: ردد عليَّ أعرابي: هل أنت ساكت .. هل أنت ساكت؟ وهو يريد: اسكت اسكت (٣).

ولما علم عمر -رضي الله عنه- أن هذا وعيد شديد زائد على معنى: انتهوا، (فقال عمر: انتهينا) ربنا انتهينا. وفي رواية الترمذي والنسائيُّ: انتهينا انتهينا (٤). مرتين. ولما قال عمر ذلك أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناديه أن ينادي في سكك المدينة: ألا إن الخمر قد حرمت. فكسرت الدنان وأريقت الخمر حتى جرت في سكك المدينة (٥).

[٣٦٧١] (حدثنا مسدد، ثنا يحيى) بن سعيد القطان (عن سفيان) بن عيينة (حدثنا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن) عبد الله بن حبيب (السُّلمي) بضم السين وفتح اللام، نسبة إلى سليم بن منصور بن


(١) المائدة: ٩١.
(٢) "سنن الترمذي" (٣٠٤٩).
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ١٥٤.
(٤) "سنن الترمذي" (٣٠٤٩)، "سنن النسائي" ٨/ ٢٨٦ - ٢٨٧، "سنن النسائي الكبرى" ٣/ ٢٠٢ - ٢٠٣.
(٥) رواه بنحوه البخاري (٢٤٦٤)، ومسلم (١٩٨٠)، وسيأتي ذكره قريبًا عند المصنف برقم (٣٦٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>