للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حال السكر. وهذِه العلة مطردة في الغافل المستغرق الهم بالوساوس وأفكار الدنيا (١).

[٣٦٧٢] (حدثنا أحمد بن محمَّد) بن ثابت بن شبويه (المروزي) بفتح الواو نسبة إلى مرو، من كبار الأئمة (حدثنا علي بن حسين) بن واقد المروزي، ضعفه أبو حاتم (٢)، وقواه غيره (عن أبيه) الحسين بن واقد، قاضي مرو، قال ابن المبارك: من مثله! وثقه ابن معين وغيره، أخرج له مسلم (٣) (عن يزيد) بن أبي سعيد (النحوي) المروزي المتقن (عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} و) قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} كما تقدم، (نسختها) الآية (التي في) سورة (المائدة) وهي قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ} قيل: هي الأصنام، وقيل: هي النرد والشطرنج (٤) (الآية) يعني: {وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، والأمر باجتنابه يقتضي الاجتناب المطلق الذي لا ينتفع معه بشيء من وجوه الخمر، ولا بحال من حالاته، فلهذا كانت ناسخة لشربها في غير وقت الصلاة وحالة السكر، وللمنافع التي كانت ينتفع بها في أثمانها، كما تقدم، فقد نسخت هذِه الآية شربها في غير وقت


(١) "إحياء علوم الدين" ١/ ٢١٢.
(٢) "الجرح والتعديل" ٦/ ١٧٩ (٩٧٨).
(٣) انظر: "تهذيب الكمال" ٢٠/ ٤٠٦ (٤٠٥٢).
(٤) انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٢/ ٢٣٧، و"تفسير ابن كثير" ٥/ ٣٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>