للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الترجمة على جلالة قدره وتقدمه على كثير من أئمة عصره، وكيف نسب الوهم فيها للحافظ [٢٠٦] أبي عبد الله بن منده، وهو الواهم في ذلك في مواضع منها: أنه نسب الوهم لغيره، وهو الواهم.

ومنها أنه أنكر أن يكون سهل أخا سهيل.

ومنها أنه قال: وأخو سهيل اسمه صفوان ظنا منه أن ليس لهما أخ ثالث.

ومنها أن حديث عائشة الذي قدمت ذكره هو راويه ومخرجه في المستخرج على صحيح مسلم (١). رواه عن أبي محمد بن حيان عن ابن أبي عاصم عن ابن كاسب عن ابن أبي فديك بسنده المتقدم ذكره، ورواه أيضا عن أبي عمرو ابن حمدان عن الحسن بن سفيان عن دحيم عن ابن أبي فديك به.

وقد رواه أيضا في كتاب المعرفة (٢) عن إبراهيم بن عبد الله عن محمد بن سليمان بن فارس عن محمد بن رافع عن ابن أبي فديك به، إلا أنه قال على ابني بيضاء: سهيل وأخيه، وأخو سهيل اسمه صفوان، فمن زعم أن اسم أخيه سهل فهو واهم، فوهم أيضا نفسه، إذ قد أخرجه في المستخرج وقال: على ابني بيضاء سهل وسهيل.

وأيضا فإن الإمام أبا عمر بن عبد البر قد أخرجهما في ترجمتين (٣) وذكر أن صفوان أخوهما لأبيهما وأمهما، وهما عند أئمة هذا الشأن أحد المحققين رحمهم الله أجمعين، فبان بهذا أن الواهم أبو نعيم لا غيره، والله تعالى يسامحنا وإياه بمنه وكرمه.

وقد تابع أبا نعيم على سهوه الحافظ أبو موسى الأصبهاني وأخرجه في كتابه كما هو عند أبي نعيم بلا زيادة ولا نقصان، ولا حجة ولا برهان أكثر من تقليده أبا


(١) المستخرج على صحيح مسلم (٣/ ٢١٨٣).
(٢) (٢/ ٤٤٥).
(٣) الاستيعاب (٢/ ٦٥٩ - ٦٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>