للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٧٩ - صُهبان بن شمر بن عمرو بن عبد العزى الحنفي (١). (فت).

سيد أهل قران، كان ممن ثبت على إسلامه في الردة، وكان عينا للمسلمين فيهم وغيظا لمسيلمة، ولا يجدون إليه سبيلا لشرفه وطاعة قومه له، ولما ظهر من أمر الردة ما ظهر كتب إلى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -: أما بعد فإن أهل اليمامة خرجوا من ذمةالله وذمة رسوله، ومن يخرج منهما يخذل [٢٣٤] وإني لست فيهم بذي ذمة براءة فأعتذر ولا لي بهم قوة فأنتصر، ولكني لا أزال أقوم فيهم مقاما يطول لي فيه اللسان ويقصر عني فيه اليد، أفك به العاني وأرد به المرتاب، والناس قبلنا ثلاثة أصناف: كافر مفتون، ومؤمن مقهور، وشاك مغموم، وقد علمت أنه لم يبطئ البلاء عنهم إلا بلوغ الكتاب ولكل أجل كتاب، وبعث معه شعرا، منه:

إني بريء إلى الصديق معتذر ... مما مسيلمة الكذاب ينتحل

أغوى حنيفة شر الناس كلهم ... دجلا وأكذب من يحفى وينتعل

إني إليكم يرى ( .. ) (٢) جريرته ... تجري بذلك مني الكتب والرسل

إني وناسا قليلا من عشيرته ... عُمي العيون وفي أسماعنا ثقل

عما يزخرفه لسنا نوادعه ... فيما يجيء به ماحش (٣) الإبل

لا أقلع الدهر جهدي عن مساءتهم ... بالمخزيات وإن خفوا وإن جهلوا

ففرح أبو بكر - رضي الله عنه - بكتابه والمسلمون ورووا شعره، وراجعه يشكر له ذلك ويعده بالنصر وأمر حسان فراجعه بشعر يتوعد فيه أهل الردة ويشكر له ثباته، أوله:


(١) الاستدراك على الاستيعاب للطليطلي (٢١) التجريد (١/ ٢٦٨) الإصابة (٣/ ٣٦٤).
(٢) في الأصل كلمة غير واضحة.
(٣) لعله كذا في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>