«١» التفسير: هذا موقف من مواقف أهل الكتاب- اليهود والنصارى- إزاء المسلمين.. فاليهود يقولون: لا يدخل الجنة إلا من كان على اليهودية، والنصارى يقولون: لا يدخل الجنة إلا من كان على النصرانية.. أي أن كل فريق منهما يرى أن دينه الذي يدين به هو الحق، ولا دين حق غيره. وأن قبلته التي يصلّى عليها هى القبلة الحق، ولا قبلة حق غيرها! .. وتلك أمانىّ وأحلام، لا برهان عليها..
إن دين الله واحد.. يلتقى عنده المؤمنون جميعا، وتترجم عنه رسالات الرسل ودعوات الأنبياء جميعا، فمن آمن بالله وأسلم وجهه له، دون التفات إلى سواه، ثم استقام على طريق الحق، فامتثل أوامر الله، واجتنب نواهيه- من فعل ذلك فهو المؤمن حقّا، الموعود من الله بالجزاء الحسن والجنة التي عرضها السموات والأرض، أعدت للمتقين.
(١) بلى: جواب بالإيجاب عن النفي قبلها، ولا تقع إلا بعد نفى، ويكون ما بعدها مخالفا لما قبلها فى الحكم، «وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى» فكان الجواب: بلى يدخلها «من أسلم وجهه لله وهو محسن» .