التفسير: ويترك المشركون فى موقفهم مع أنفسهم، من هذا النداء الكريم الذي يدعوهم به الله سبحانه إلى كتابه، وإلى الإيمان به، قبل أن تنقضى آجالهم ويختم على أعمالهم، ويأتيهم تأويل ما فى الكتاب من وعيد، وعذاب شديد- يتركون هكذا ليتدبروا أمرهم وليأخذوا الطريق الذي يشاءون.. ثم إن لهم بعد هذا أن يستمعوا إلى آيات الله، وما يتنزل فيها من هدى ونور، يهدى إلى الله، ويكشف الطريق إليه، بما يتجلّى فيها من سلطان الله، وقدرته، وحكمته، ورحمته.. وفى هذا يقول الله تعالى:«إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ» فهذه بعض مظاهر قدرة القدير، وحكمة الحكيم.. «خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ» .. وقد أشرنا من قبل إلى هذه الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض، وقلنا إنها ليست بيانا للزمن الذي عملت فيه القدرة هذا الخلق للسموات والأرض-