النعيم.. ثم كانوا مع هذا- أو قبل هذا- أصحاب عقول، يعيشون بها فى صورة بشرية كريمة..
والطاغوت: هو كل ضلال.. وأصله من الطغيان، الذي يعدل بصاحبه عن طريق الحق والخير، إلى متاهات الضلال والهلاك..
وفى التعبير عن الضلال بكلمة «الطاغوت» - تشنيع على الضلال، وعرض له فى تلك الصورة، التي تتمثل فى هذه الأحرف المتنافرة، التي تشكلت منها هذه الكلمة، كما يتشكل الضلال من وجوه الآثام والشرور..
وقوله تعالى:«أَنْ يَعْبُدُوها» مصدر مؤوّل، وقع بدلا من الطاغوت فى قوله تعالى:«وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ» .. أي اجتنبوا عبادة الطاغوت..
وفى تأنيث الطاغوت، إثارة لمشاعر البغضاء والكراهية، التي عند الجاهليين للأنثى، ليلتقوا بهذه المشاعر مع معبوداتهم، ولينظروا إليها فى صورة أنثى يعبدونها، ويخرون للأدقان سجّدا بين يديها..
وهكذا من المتناقضات التي تعيش فى عقولهم الفاسدة، إذ كيف يستقيم لذى عقل أن يحقر الأنثى، ويكره وجهها فى صورة ابنة هى فلذة من كبده، ثم إذا هو عبد ذليل بين يدى أنثى سوّها بيده من، حجر، أو خشب؟.
الآيات:(١٩- ٢٦) [سورة الزمر (٣٩) : الآيات ١٩ الى ٢٦]